رواية مراهقة تحت عصمة مغروربقلم الكاتبة هبة شرارة
مقدمة الرواية
هو شخص مغرور أهم شيء في حياتي أعماله وشركاته والتي جعلت منه رجل أعمال .يهابه الجميع هو عمرو الالفي حفيد اكبر رجل اعمال في مجال المقاولات في الشرق الاوسط
هي فتاة بريئة تدخل حياته دون سابق إنذار وتقلبها رأسا على عقب برقتها وأنوثتها المتناهية
ماذا سيحدث لها عندما تقع تحت سطوة ذلك المتعجرف
ماذا لو احبت هذا المغرور هل ستتمكن تلك البريئة التوغل داخل اعماقه وتجعل من المغرور عاشق لها
هذا ما سنتعرف عليه من خلال احداث روايتي الجديدة مراهقه تحت عصمة مغرور
الفصل الاول
في أحد شوارع المارة تهرول سيدة بلهفة نحو لفيف من البشر أمام مسكنها وقفت السيدة والخوف الشديد مسيطر عليها لتحسم قرارها وتساءل أحد الشبان عن سبب هذا التجمع ليخبرها الشاب عن فتاة لقت حتفها أسفل عجلات عربة شخص مستهتر
سيطر الرعب عليها وتقدمت السيدة تشك الصفوف الى ان لمحت قطعة من ملابس الضحية نادت عليها باعلى صوتها وهي في قمة الخوف
شهقت بفزع وهي تلتقط جسد ابنتها بين ذراعيها .هل هي حقا صغيرتها
يبدو أنها تحلم بالتأكيد انها الان داخل كابوس مرعب و تصحو منه لتجد طفلتها تداعب وجنتيها وتطمئنها انها بخير يا لا لسخرية القدر .
هل نزع منها الفرد الوحيد المتبقي من عائلاتها.
رئيفه سيدة متوسطة الحال عاشت سنوات عمرها الماضية من أجل تربية ابنتها بعد وفاة زوجها تحملت أعباء المسؤولية وحاربت امواج الحياه .من اجل ان تعود كل ليله لتجد طفلتها بانتظارها وتقص عليها أحداث يومها وتمر الايام وهذا العش الهادئ يغمره الامان والحب .
مرت الدقائق وهي تحتضن جسدها وعيونها محدقه في فراغ أبدي ليس له بدايه او نهايه
وفجاه انتصب جسدها بخوف وتنهدت براحه اكبر بداخلها بعد أن شعرت بدقات قلب الصغيره ترفرف داخل ضلوعها توقظها على مرارة الواقع ابنتها ما زالت على قيد الحياة
نادت باعلى صوتها
بنتي بنتي عايشه عايشه يا ناس حتى ينقذ بنتي
مروه بعد الخميس وهو بعد المدرسه على الحديث لعلها تفوق يطمئنها بأن روحها ما زالت تذبح في سماء الدنيا
على الجانب الآخر من الحادث يحاول شاب في ريعان شبابه مفتول العضلات. فك حصار البشر من حوله ولكن حرسه المحاط به كدرع واقي لا يبالون بندائه فالمهم عندهم هو سلامته.
عمر الجبالي حفيد سليم الجبال علم من أعلام الاقتصاد وصاحب مجموعة الجبالي للحديد والصلب الرائدة في الشرق الأوسط .والمعروف عنه بحدته في عمله ويهابه الجميع حتى حفيده عمرو الجبالي
كلف سليم الجبالي فرقة من الحرس لحراسة حفيده الوحيد للحفاظ على أمنه وسلامته فالمعروف عن عمرو تهوره في جميع تصرفاتي
حاول عمرو كسر هذا الدرع ولك حرسه منعه حتي لا ينهال عليه الناس بأقصى عقاب فهو المتسبب في ازهاق روح لا ذنب لها غير أن حظها التعس القي بها أمام إطاره سيارته.
صرخ بغضب
ابعدوا انا لازم الحقها قبل ما تروح
اخيرا انفك الحصار بعد أن أعطت الأم الاشارة بان ابنتها ما زالت على قيد الحياة
اقترب منها الشاب وقال برجاء
من فضلك خليني اساعدها ما فيش وقت كل ثانية بتعدي خطر على حياتها
بعض لحظه مرت عليها كدهر كامل رفعت الأم بصرها فيبدو انها انتبهت اخيرا لوجوده وفاقت من صدمتها على صوته وهو يترجاها وهتفت بسرعه
ايوه يا ابني وديها المستشفى بنتي هتموت بسرعه وديها المستشفى
نطقت بهذه الكلمات لينقلب رجائه لها برجاء مقابل منها لكي ينقذ طفلتها ودون ان تعلم هوية من تطلب منه المساعده الذي لم يكن غير العابث الذي وضع حياة طفلتها على شفا الهاوية
اسرع عمرو بالتقاط جسد الفتاة بخوف كبير يضعها داخل سيارته. اسرعت الام خلفه وتعثرت عدة مرات الى ان وصلت لمقعد السيارة الخلفي حيث طفلتها الغارقة في دمائها وهي تتمتم بحمد الله وشكره
استقلي عمرو السيارة واتجه بأقصى سرعة نحو المشفى داخله براكين من المشاعر المتناقضة من خوف وشفقة ولوم نفسه لأنه المتسبب بحالة تلك المسكينة
ليصل بعد قليل للمشفى ويصرخ بأعلى صوته ليأتي له أطباء وممرضين بترولي متحرك وتوارت الفتاة معهم خلف باب غرفة العمليات يقدمون لها محاولاتهم من أجل عودتها إلى الحياة.
مرت ساعة قد ظهر على الأم القابعة على كرسي بجانب غرفة العمليات وهي تقرأ القرآن بعيون دامعة الى ان ظهرت ممرضه من خلف باب الغرفه ومجرد ان
لمحتها الام تجمدت كل عضلة في جسمها وعجزت عن الحركة وحاولت الحديث والاطمئنان على ابنتها .
لاحظ الشاب هلع الام وخشيتها للسؤال عن حالة الفتاة وحسم الأمر بسؤاله للممرضة عن حالتها التي هرولت للداخل بعد ان تحدثت بكلمات عابرة غير مفهومة.
الحمد لله مش هقدر اقول اكتر من كده
وتوارت خلف جدران الغرفه وبعد حوالي ربع ساعة خرج الطبيب وهذه المره استجمعت الام شجاعتها و هرولت إليه لتسأله بلهفه
بنتي يا دكتور عامله ايه بالله عليك طمني
الطبيب بنظرة أسى وهو لا يعرف هل يصارحها بالحقيقة
حقيقة إنقاذ الطفلة من الموت لإلقائها في جحيم الآخر
ربت الطبيب على كتفها وقال بصوت ممزوج بالحزن
الحمد لله يا امي بخير وهتفضل تحت الملاحظة أربعة وعشرون ساعة لحد ما تعدي مرحلة الخطر ادعي لها يا امي
نظرت له نظرة بلهاء كأنها تطالب بكلمات واضحة عن حالة ابنتها هذه الكلمات التي نطق بها لا تكفي للاطمئنان عليها
بعد أن أنهي الطبيب حديثه مع الام. نظر الى الشاب الذي كان ينظر له بعيون ممزوجه بالحزن وهو يخبر رئيفه عن حالة الفتاة واماء له الطبيب من طرف عينيه وأردف بنبره حاده
يا ريت يا عمرو باشا تحصلني على مكتبي
أدرك عمر بأن هناك خطب ما في حالة الفتاة واتجه فورا خلف الطبيب
عند غرفة الطبيب جلس عمر على الكرسي المقابل لمكتبه وهو ينتظر تقرير عن حالة تلك الفتاة التي ظهرت له من العدم كالسجين المنتظر حكم القاضي
ليردف الطبيب بحده ويخبر عمرو عن حالتها
كل اللي اقدر اقوله يا عمرو بيه ان البنت الحمد لله قدرنا ننقذ حياتها بس للاسف الحادثة سابت اثر في الرحم بعد ما تعرضت لنزيف قدرنا نوقفه بس للاسف الرحم اتاذي واحتمال انها تكون ام 1% ايه الامل ضعيف انا اسف ده كل اللي قدرنا نعمله
عمرو و نزل عليه الخبر كالصاعقة
يعني ايه دي البنت لسه ما اتجوزتش
ليردف بخوف ورجاء
ارجوك يا دكتور اعمل اي حاجه
الدكتوره بقله حيله يخبره انه فعل اللازم لها وكان كل همه هو إيقاف النزيف وان يخرج من تلك المعركة بأقل الخسائر والمهم لن تكون النتيجة واحدة وهو إنقاذ تلك الروح .
هنا قطع حديثهم دخول سليم الجبال بهيئته المعتادة وهو يلك حفيده في كتفه ويوجه له حديث بنبرة صوت كلها حزن وغضب
شفت اخرة تهورك قلت لك مية مرة ما تسوقش عربيتك وانت متعصب شفت اخرت جنانك
ليكمل حديثه وهو يتوجه نحو الطبيب متسائلا عن حالة الفتاة
ايه نعم هي اسم على مسمى اية في الجمال والبراءة تلك الفتاة البريئة ذات العيون الخضراء والشعر البني الذي يصل بالكاد الى رقبتها فهي تعودت دائما على قصة لانها تعتبر طوله جريمة تسببت في ضياع وقت استذكار دروسها فهي في السنة الأولى من كلية الطب وتمتلك خصر نحيل يظهر جمال قوامها.
اخبر الطبيب الجد بعملية بحالة الفتاة وأنها ما زالت تنعم بالحياة ولكن المعضلة انها أصبحت عاقر قبل ان تقبل على الحياة الزوجية
تنهد سليم الجد بإحباط واعتدل في جلسته وطلب من الدكتور أن يترك الغرفة لرغبته في الحديث مع حفيده على انفراد.
تنحنح الطبيب باحراج وترك مكتبه للجد وحفيده رغم احراجه ولكنه لا يستطيع أن يرد طلب سليم الجبالي وهو رب عمله .
سليم يمتلك ما يصل إلى نصف أسهم المستشفى فما عليه سوى تنفيذ أوامره
بعد خروج الطبيب رمق الجد حفيده بنظرة صارمة وجلس على كرسيه باريحيه وهو يضع رجل فوق الاخرى
اسمعني كويس خليك هادي وبطل عصبيتك لانها مش هتنفعك وتنفذ كل اللي هقوله والا وربنا لا هتشوف وش عمرك ما شفته
عمرو بخوف وقد استشفاء جدية جديده في الحديث وقال والكلمات تتراجع على شفتي
يا جدي ده انا
قاطعه الجده بحده وانفجر غاضبا
مش عاوز اسمع صوتك و اسمعني للاخر انت غلطت ومش عيب ان الواحد يغلط العيب انه يتهرب من إصلاح غلطه خصوصا ان الخطأ الي ارتكبته كبير انت دمرت حياة البنت مش بس لفتره لا ده طول عمرها وزي ما غلطت لازم تتحمل نتيجة غلطك وتصلحه
نظر عمرو بحده باستنكار وهو لا يعرف ما هو مغزى الجد من كلامه عن وقوعه في الخطأ وما هي الطريقة المثلى في نظر هذا الجد لاصلاح ذلك الخطأ
اقترح الحفيدة اقتراح بعيد كل البعد عن ما يدور بخلد الجد ويتمثل في إرضاء البنت ووالدتها بمبلغ من المال يؤمن لها مستقبلها مدى الحياة
تعجب الجد من اقتراح حفيده هل حقا حفيده هو من نطق بتلك الكلمات وتحسر في نفسه على تربيته لحفيده
منذ متى وهو يتحدث بلغة المال وتساءل باسى في نفسه هل اخطأ في تربيته
تحدث الجد بنبره حازمه
اسمعني للاخر وما تقاطعنيش البنت اللي في اوضه العمليات هنا بسببك وانت المسؤول الوحيد عن حالتها انت اللي انت الي حرمتها من أمومتها من قبل حتى ما تتجوز وبالتأكيد مش هتلاقي حد يقبل بها كزوجة علشان كده لازم تتجوز ها
ابتلع الشاب غصة التي تشكلت بحلقه وهو ينظر بصدمة لجده الذي يتابع بترقب تنتظر منه إجابة عن عرضه وقال الحفيد بصدمه
انت بتقول ايه يا جدي اتجوزها
يتبع الفصل الثاني