أخر الاخبار

رواية فلاحة احتلت قلب المغرور الفصل الثامن بقلم هبة شرارة

رواية فلاحة احتلت قلب المغرور الفصل الثامن بقلم هبة شرارة

رواية فلاحة احتلت قلب المغرور الفصل الثامن بقلم هبة شرارة


 وعلى العشاء كشفت ستيتة عن سر زيارة سقساقة قالت وهي تضع قطعة من الخبز في فمها


ألا يا سي منصور اخبار زراعة القطن ايه


قال العم منصور وهو يمضغ طعامه بين بقايا اسنانه الا اسودت من الدخان


الحمد لله الرش بتاع الزراعية جاب نتيجة لولاها كانت الدودة اكلت القطن


وضعت ستيتة قطعة الخبز التي بيدها وضربت كفها على صدرها


خد بالك يا سي منصور


نظر لها عم منصور في دهشة

 

في ايه يا وليه انت هتعددي كله على ربنا


ونعم بالله بس يا سي منصور فلوس الزرعه دي احنا محتاجينها علشان نجهز البيت


هز عمي منصور رأسه وقال


ايه الحنية اللي نزلت عليك دي من أمته بتهمك امر عود الزان وعلى العموم يا ستي لما يبقى يجي لها عدلها حاكم البنت لسه صغار


حدقت ستيتة بعينيها في وجهه ورجعت جسدها للخلف


صغار ايه يا سي منصور دي بسم الله ما شاء الله اتدورت وحلوت يعني تقدر تفتح بيت وتجيب بدل العيل عشرة


احمر وجهي خجلا من كلام ستيتة وحملت صينية الشاى من تحت الكنبه وخرجت اشعل الوابور بالخارج 


عندما خرجت خارج الحجره وقفت بجانب الباب لأسمع باقي حوارها قالت ستيته ان الدلاله اخبرتها ان سالم ابن عم عبد الفتاح 


يريد ان يتزوجني بعد أن سمع عني من أخته بهية المتزوجة في كفر النعمان وحينئذ تذكرت بهيه الرغايه وهي تحكي لي عن نفسها وعن عائلتها 


تذكرت نظراتها المتفحصة لجسدي وكنت في حيرة وتعجب من اسئلتها المتلاحقة عني وعن عم منصور والان ادركت سر هذه الأسئلة فهي كاي بائع يعين البضاعة قبل شرائها


وعرفت ان العريس المنتظر يملك منزل في الناحيه البحريه ويسكن معه أمه وأبيه المريض الذي لا يفارق الفراش ويمتلك ست قراريط يقوم بزراعتها

 


رجعت الى الحجره ومعي صينيه الشاي وعمي منصور يقول

 

طيب على خيره الله نشوفه يمكن يكون من نصيبها

 


فور سماعي هذه الكلمات أيقنت أن ستيتة اقنعت العم منصور بالعريس ونسى كلامه عن صغر سني وعدم قدرتي على تحمل مسؤوليات الزواج 

 


قالت ستيتة وهي تجمع فتات الخبز في حله

 


بكره ان شاء الله هعدي على سقساقه ونروح البندر اجيب لها هدمتين جداد لأجل ما تعجب العريس

 


هز عمي منصور راسه بالموافقه وهو يجذب الجوزه من تحت الكنبه وقال لي


هاتي حبتين كوالح من جنب الفرن يا عود الزان وقبل ان ارد . 

 


أسرعنا نحو الخارج على أثر ضجيج وصراخ نسوة وجدنا احلام جارتنا تعتدي على بهانه بالضرب 


سيدة مثل بهانه لا تكف عن ملاحقة الغادين والعاديات بالكلام وخاصة احلام فمع شروق الشمس تجلس بهانة في شباكها 

 


تراقب المارة رغم ان النافذة لا تعلو عن الأرض سوى متر لا ترى من خلاله سوى أقدام البشر والماشية ولكنه هوايتها الأساسية التدخل في حياة الناس سواء بالخير أو بالشر

 


وكانت أحلام بعد وفاة زوجها لا تسلم من لسانها في ذهابها واياابها وعندما ضاقت بها نفسها على تحمل كلام هذه الثرثارة 

 


 جزعت  عليها  بالقباب ودقت به رأسها وصرخت بهانه وتكدس على صراخها لفيف من البشر حول دارها

 


تدخل العم منصور وسط الزحام بنهرهم  وسحب احلام من طرحتها وقال لها

 


مش عيب يا ستي أحلام تضربي وليه قد امك

 


قالت أحلام وهي تدفن شعرها المتناثر تحت منديلها

 


لما هي قد امي مش تلم نفسها وتقفل المحروق ده اللي بتتصنت منه على الناس وتشوف طلبات زوجها العاجز


قالت بهانه وهي تمسح دموعها في طرحتها


اني بتصنت على الناس الله يسامحك يا بنتي


هزت أحلام جسدها ضربت كف بكف وقالت


ايوه يا اختي تمسكني اتمسكني بس ودين النبي ماني معديه الفضيحه دي انا هروح بكره النقطة وأما مجرجراكي في الاقسام يا بهانه


نظرت بهانه للعم منصور وقالت


شوفي يا حاج منصور طيب اكتبي البلاغ وهقول على كل حاجه


قالت احلام وهي ترفع حاجبها و ترمقها بنظرات شريره


هتقولي ايه يا غراب البين


ذمت بهانه شفتيها وقالت


 هقول ايه اقول انك جريتي شكلي وضربتني والخلق دي كلتها شهده


ضربت احلام صدرها  وقالت


شوف يا اخوي الولية الكهنة


جذب عمي منصور احلام من يدها وادخلها داره وطلب مني أن أعد لها الشاي 


قال لها ان تبتعد عن هذه المرأة وتكفي خيرها شرها حتى تسلم من لسانها اللاذعة وان تبتعد عن موضوع النقطة 


فهي سيدة  وحيدة واذا ذهبت للنقطه سوف تفسح المجال للحديث عنها والناس تنتهز مثل هذه الفرص تنهش لحوم بعضها ويجب أن تحافظ على نفسها من كلام الناس


اقتنعت المرأة بكلام عم منصور واستاذنت حيث ان الليل أقبل على منتصفه

 


احكم عمي منصور اغلاق الباب وعاد الى الحجره يرص حجر الجوزة ودلفت انا الى الحمام ومعي طبق الغسيل جلست فيه وبدأت اصب الماء على جسدي بكوب من البلاستيك تتخلله الثقوب ثم ألقيت نفسي على السرير


وتعمقت مع أفكاري عن حياتي الجديده وقلت لنفسي ربما سيأتي غدا بعيدا عن الحزن ربما اعيش عيشه هادئه بعيده عن المشاكل لعل الزواج ينقذ روحي التي دفنتها ستيتة تحت الرماد

 

كان الزواج بمثابة القاضي الذي حكم لي بالبراءة حتى اتحرر من قضبان هذه المرأة


وعندما استيقظت من النوم لم يراودني أي شيء غير زياره امينه لكي اخبرها عن العريس المنتظر


فتحت الشباك وصافح وجهي هواء الصيف وبعد ان انتهيت من اعمالي المنزليه وضعت الطرحة السوداء على راسي 


وعلى عتبة الدار فاجأتني بهانه بصوتها


على فين العزم يعود الزان


انتفضوا من فوق الارض وقلت لها بغضب


صباح الخير الاول يا خاله بهانه


صباح القشطة يا ست البنات


وقبل أن أهم بالخروج بادرت هي بسؤالي عن وجه الطريق فهذه السيده لا تكل ولا تتعب من جلوسها في النافذة ولا يهمد لها بال الا اذا عرفت كل شيء عن أهل البلد

 


 قزمت على اسناني وقلت لها


اني رايحه لامينه ما تعرفيش يا خاله دارهم الجديدة فين


امينه اه دي في الناحيه البحريه على راس البلد شوفي الزمن كانت فى جرة وطلعت لبره 


وتنهدت ثم تابعت قولها

لا الغلبان بيفضل على حاله ولا الغني بيفضل على حاله


وظلت تحكي عن امينه وكيف بدل الزمن حالها وانتقلت في الحديث عن أحلام وكيف انها ست جباره تتشطر على ست مسكينه مثلها وقالت لي


انا كنت قاعده كافيه خيري شري والقى دي مسكت فيا من غير اي داعي


قشرت على اسناني مره اخرى وقلت لها


هي بردك اللي مسكت فيك يا خاله بهانه


اخذت نفس عميق وقالت لي


قصدك ايه يا عود الزان


لا يا خاله ما قصدي شي بقول لك ايه يا خاله بهانه اني مستعجله


ذمت المرأة شفتيها وقالت

روحي يا بنتي ربنا يكفيك شر الطريق




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-