أخر الاخبار

رواية فلاحة احتلت قلب المغرور الفصل العاشر بقلم هبة شرارة

 

رواية فلاحة احتلت قلب المغرور الفصل العاشر بقلم هبة شرارة


رواية فلاحة احتلت قلب المغرور الفصل العاشر بقلم هبة شرارة


خجلت من كلام امينه عن سالم وعن خطوبتي ووضعت ذقني على صدري ودفنت نظري بين طيات جلباب واتجهت نحو الباب وانا استعد للخروج ونظر لي سعيد نظرة طويلة ثم قال 


استني يا عود الزان لما اوصلك


صرخت امينه وهي تلتقط يد اخيها التي دفنها في جيب جلبابه


سعيد ايه الجرح اللي في ايدك دي


استدرت بلهفه نحوها ونظرت له وهو يجذب يده من بين راحتي امينه وقال لها


دي جرح بسيط


اتجهت امينه نحو الحوش وهي تقول


اني هدفي لك ميه


أما أنا أخرجت من جيب جلبابه منديل القرنفلي الذي أعتز به وهو الشيء الوحيد الذي تركه لأبي وأخذت يده  بين يدي وربطت الجرح بالمنديل حتى اكتم الدماء التي تسيل منه 


اقترب وجهه من وجهي وشعرت بحرارة انفاسي وبنظراته وعادت امينه وهي تحمل حله مياه انتزعتني من تحت انفاسه الحاره 


وبسرعه شديده ابتعدت بوجهي بعيدا عنه 

جلست امينه على الأرض لتشعل الوابور وتعالت الأصوات المزعجة لتقطع لحظات الصمت التي غطت المكان 


لاحظت امينه ارتباكي ونظرت لي في خبث وقالت وكأنها تعلم  سر اللغة الصامتة التي دارت بيني وبين أخيها


قلت لها وانا اتعثر في خجلي متجهه نحو الباب


اني ماشيه يا امينه حسن ستيتة  تستعجلني


اسرع بالقول والاحمرار يعلو وجهي


استني يا عود ازاي لما سعيد يوصلك


ما لوش لزوم انا عارفه الطريق


وبسرعة البرق ا واندفعت إلى الشارع وصوتها يلاحقني


تبقى خلينا نشوفك يا عود الزان


مضيت في الطريق وقلبي يخفق بعنف و تعثرت أكثر من مرة كأنني فقدت توازني وسألت نفسي ما الذي يحدث انه مجرد انسان عادي بحاجه الى مساعده وقمت بمساعدته فما المشكلة إذا


ولكني عاتبت نفسي لماذا تبرعت  بمنديلي الذي اعتز به فهو الذكرى الوحيدة التي تركها لأبي الحيرة كادت تقتلني وانا اصنع من نفسي وأنا أضع نفسي أمام محكمة واتهمها بأشياء لا اعرف ما أصدرها


ومرت علي ايام وخيالي لا يفارقه هذا الحدث ولكن مرارة الايام التي اعيشها احتوت هذا الموقف وابتلعته ولم اعد اتذكر منه شيئا


وفي صباح يوم مشرق كنت أكنس باحة  الدار كان باب الدار موارب ووقف على عتب الدار أحد الأشخاص وانا مازلت منطوية على المقشة بعض الغبار حط على طرب جلباب لونه ابيض لجسد رجل في الثلاثين من عمره ذو وجه ممصوص تتخلله عينان غائرتان تحوم في بقعه سوداء كان عيناه لم تذق طعم النوم له شفاه غليظه يرتسم فوقها شراب أصفر اللون


رمي ذلك الرجل عقب سيجارته تحت حذائه الغليظ ورفع غطاء راسه ومسح بيده الاخرى شعره الخفيف المتناثر على رأسه وقال لي


السلام عليكم عم الحاج منصور هنا


رفعت قامتي وفككت عقده جوابي التي ربطتها حول خصري لينسدل الجباب على ارجلي النحيفة المغطاة بالتراب وقلت له


وعليكم السلام دي ابويا الحاج مش هنا


رفع الرجل نظره الذي سقط على قدميه العاريتين وقال


اه طيب انا هبقى اجي له وقت ثاني قولي له ان سالم ابن الحاج عبد الفتاح عدى عليه


ارتعشت اقدامي عندما سمعت اسمه وانطلقت بسرعة نحو الحجرة وصفعت الباب خلفي نظرت لي ستيته وفمها مغمور بالمياه وفي يدها حمامه صغيره تمسكها من منقارها فرغت الماء من فمها في جوف الحمامه وقالت لي


مالك يا بنت بتجرى كده ليه


ألقت ستيتة الحمامة تحت الكنبه واخذت جلباب معلق على مسمار خلف باب الحجرة وارتدته بسرعه فوق جلبابها ووضعت الطرحه على راسها وقالت وهي تفتح الباب


يا الف مرحب اتفضل يا سي سالم


اقبلت ستيتة تفتح ذراعيها نحو سيدة تقف بجانب سالم على عتبة الدار وفي يدها رجل عجوز منحني الظهر وقبلت السيده وقالت


حصل لنا البركه اتفضلي يا ست ام سالم


قالت السيدة وهي تجفف شعرها في طرف طرحتها


ازيك يا ست ستات


تسلمي يا ست مبروكه اتفضلوا في المندرة يا مرحب يا مرحب


فتحت سديته باب المندره ودعت الضيوف بالاستراحه فيها ثم اتجهت نحو الحجره وقالت لي وانا مازلت أقف بجوار الباب


هو انت لسه واقفه يا بنت تركي


اخرجت من تحت الكنبه كرتونه واخرجت منها جلباب واعطته لي مع قطعه صابون بريحه وطلبت مني ان اغسل جسمي من الاتربه وامشط شعري وارتديت هذا الجلباب ثم اخرجت صينيه نحاس عليها ثلاث اكواب نحاسية ابريق نحاس


طلبت مني أن أعد الشاي أولا ثم اتجهت نحو الشباك ونادت علي احد الصبية الذين يلعبون في الحاره وطلبت منه ان ينادي عم منصور من عند دكان زاهر العطار


ولكن الصبي اشاح لها بوجهه وابتعد عنها ونادت صبي اخر واعطته مليم فانطلق الصبي يعدو وهو ينظر للملين ويقول لها


فريري هتفتحي عينيك وتغمضي تلاقيه قدامك

انطلقت ضحكه منها وقالت بهانه التي ما زالت تطل من نافذتها


تعالي يا بهانه بالعجل لاحسن انا محتاجه لك



خير يا ست الستات هو مين اللي حداكم


تعالي دلوقتي وانا هقول لك مستعجله على ايه


طيب انا جايه حد الراجل الدوا واجي لي


قمت بإعداد الشاي واعطيته لستيته نسقت شعرها تحت منديلها واخذت الصينيه وهي تنظر بفخر لطقم النحاس الذي تمتلكه

 دلفت ستيتة المندرة اتجهت نحو الحمام وغسلت جسمي ثم مشط شعري وانا انظر لنفسي في المرآة التي توجد على ضلفة الدولاب 


وغرست بشعري المشط أو بدأت اشد شعري المموج بين أسنان المشط وانا ادندن في فرح


يا ام العريس يا محكحكه رجليكي صاحن المحدق هو اللي في ايديكي


تأملت جسدي النحيل تحت ضوء المصباح ثم لبست الجلباب ووضعت منديل أصفر مزركش خرز احمر على شعري واخرجت بعد خصلات منه تحت المنديل وهنا تذكرت امينه وشعرها ينسدل تحت منديلها وتمنيت ان امتلك شعر ناعم فاحم اللون مثلها


تخيلت جسدها وهي ترتدي هذا الفستان رايته قوام ملفوف يظهر ضيق الفستان مفاتنها فعل الرغم من ضيق هذا الفستان الى انه يتسع لجسد فتاه اخرى تشابه جسدي


دلفت ستيتة الحجرة وهي تنظر لي وأحاطت خصري بذراعيها وهي تحسرنا على نحافتي ثم لدغتني في صدغي ابتعدت عنها وانا ازمجر


في ايه يا عمه


ضربت على صدري ثم قالت


ايه بقرصك علشان تجري الدموية بخدك بدل ما هو مصفر ودبلان كده


سمعت صوت عم منصور وهو يغلق باب الدار واتجه نحو المندرة جذبته ستيتة قبل أن قبل أن يدلف إلى الداخل وقالت له


يا راجل هتدخل تسلم عليهم وانت لابس الهدمه دي


نظرة عم منصور جلبابه المترب وقال لها


عندك حج طيب حضري لي الجلابيه الكسور


أسرعت بالقول


محضرها لك على الكنبة ادخل اغسل وشك الاول


دخل العم منصور الحمام ثم خرج وجفف وجهه بقطعة قماش وضعتها ستيتة على الباب وارتدى جلبابا واستعد للدخول الى المندرة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-