أخر الاخبار

الفصل الحادي عشر من رواية فلاحة احتلت قلب المغرور بقلم هبة شرارة



الفصل الحادي عشر من رواية فلاحة احتلت قلب المغرور بقلم هبة شرارة



الفصل الحادي عشر من رواية فلاحة احتلت قلب المغرور بقلم هبة شرارة


انضمت بهانة ستيته لإعداد العشاء وسألت نفسي ما هذا النشاط الذي ظهر علىها فجاه ولاول مره تعد بنفسها العشاء بدون مساعدتي فهي تتمنى من كل قلبها ان يتم هذا الزواج حتى ابتعد عن الدار 


كنت دائما اسال نفسي لماذا يمد الله في حياتها؟

 لماذا لا ترحل وتريح العالم من شرها ؟


ثم اعود واستغفر الله فالموت والحياة بيده سبحانه وبرغم كل ما شاهدته منها الا ان الكراهيه لم تملا قلبي من ناحيتها بل كنت في اغلب الاحوال أشفق عليها من بشاعة نفسها التي تدفعها دائما الى فعل السوء


بعد أن وضعت ستيتة الاكل على النار تركته لبهانة  لتكمل الطهي وانضمت الى المجلس المجتمع داخل المندره


وقفت بالقرب من باب المندره أراقب ما يحدث خرجت  وقالت لي



تعالي يا عود الزان سلمي على خالتك مبروكه



اتجهت نحوها في خطوات متعثرة يشلها حركة الخجل الذي كسي وجهي الذابل بحمره شديده لاحقتني ستيته بكلماتها


ادخلي يا عود الزان



برزت من فتحت الباب بنصف جسد والنصف الآخر خلف الباب قال لي العم منصور بصوت غليظ جعلني أقفز من مكاني


دي هى دي ما تقربي يا بنت


وقعت عيني على الرجل العجوز وهو يتثائب بجانبه زوجته تدفعه في جنبه


 رفع الرجل العجوز راسه ونظر لي وملامحه تفيض بحزن عميق لا اعرف سره وقال لي وهو يفتح فمه الخالي من الأسنان ما عدا اثنتين يغلب عليهم اللون الاسود


بسم الله ما شاء الله زينه


ونظر الى زوجته وتابع قولي


مش كده يا مبروكه


 أجابته زوجته وهي تمط شفتيها


كده يا عبد الفتاح


اخذتني المراه بين احضانها وتركتني بعد ان  تبلل صدري من قبلاتها 


كانت مبروكة ذات عينان واسعتان مغمورتان بالكحل ترتدي جلباب ضيق يبرز طيات لحم جسدها وترتدي منديل بني اللون يكشف عن خصلات شعر سوداء لم ارى فيها شعره واحده بيضاء ورائحه العطر يفوح من جلبابها


نظرت للعم منصور بنظرات ناعسه وقالت بصوت انثوي رقيق


زين ما ربيت يا حاج منصور


طأطأ ا لعم منصور راسه وضرب بيده ضربات خفيفه على صدره معبرا عن شكره لاطرائها له


كانت هذه المرأة نوع جديد من النساء لم اقابله من قبل ومع اول نظره لها بثت الرعب في قلبي والقلق على مستقبلي في بيت يجمعنا سويا


أما سالم رمقني بنظرة متوحشه من تحت طرف عينيه نظرات الثعلب بادلته  نظراته المتوحشة بنظره كلها تقزز واشمئزاز


طلبت مني ستيته ان اجلس ولكن عمي منصور اشاح بوجهه لكي اخرج


انسحبت واتجهت الى أقرب كنبه في الحجره وصفعت الباب خلفي انطفأت على أسره زباله المصباح وجلست في الظلام الصق ظهري بالجدار والتفت  بعيني يمينا وشمالا كاني في انتظار حكم القاضي


وتعالت الاصوات الخافته وأصبحت أكثر وضوحا في بهو الدار وسمعت صوت مبروكة وهي تقول


ان شاء الله نعمل الدخله بعد جني القطن



وذات يوم لا يوجد في البيت غيري عمي منصور ذهب  هو وستيتة الى البندر لوكالة الحاج علي السلاموني لقبض ثمن الجمعة الأولى من القطن


وبعد ان قمت بتنظيف الدار شعرت برأسي ثقيلة وتدور في فلك لا ينتهي فطرحت بجسدي النحيل على السرير وحدقت في سقف الحجرة ذو الألواح الخشبية التي أكلها السوس والمغطاة بها ب اسود


 اخفى معالم لونها الاساسي ثم نظرت الى شعاع الشمس الذي تسرب من بين خصائص نافذة واسترجعت الموقف الذي شاهدت فيه سالم


 أحاول في كل لحظة من هذا الموقف اخلق دافع يدفعني الى قبول فكرة الزواج منه ولكني لم اجد عندي مجرد الاستعداد ومع ذلك استسلمت وارتبطت بمصير اجهله


 تمنيت من خلاله ان التمس مجرى نهر بعيد عن الالام والاحزان والقيت اللوم على الحياة التي دفعت بي في هذا المصير المجهول 


قطع تفكيري في مصيري المجهول صوت دقات على الشباك نهضت متكاسله بعينان منتفختان ورائحه دخان الفرن تنبعث من جلبابي


 فتحت الشباك ونظرت للطارق وانا لا اصدق تحسست صدري وضممت فتحت جلباب بين يدي وقلت بدهشة


سي سالم


كان يرتدي جلباب ذو يا قه طويلة تخفي رقبته الممدودة كحيه تحدق في فريستها تخديرها ونظر لي نظرات 


تفحصت وجهي وما ظهر من جسدي خلف الشباك واخذ نفس عميق وقال


ازيك يا عود الزان


نظرت لوجهه الممصوص وملامح الشيخوخة تتخلله رغم انه في مقتبل الشباب وشفاه الغليظ المسترخيه 


 قلت وملامح الغضب تكسو وجهي


ايه اللي جابك يا سالم في الساعه دي


نفض من على جلد وجهه الزابل ذرات تراب ثم أخرج من جيب جلبابه شيء ملفوف بورق سولفان نزع الورقه وقطع قطعه من كف الحلاوه واعطاه لي وقال لي


اني جايب لك حلاوه طحينيه تستاهل بقك اللي زي خاتم سليمان


كدت اهوي بيدي على صدغه الذي احمر من لهيب قرص الشمس المتوهج ولكني عجزت عند دفع ذراعي كاني اصبت بشلل 

اكتفيت بنزع قطعة الحلاوه من بين يديه ثم ألقيتها في وجهه وطلبت منه ان يبتعد وأنذرته لو كرر هذا الموقف مره ثانيه سأخبر عمي منصور


حاول ان يدافع عن نفسه وعلى وجهه معاني كلها دهشة من رد فعلي ومسح الحلاوه المبعثرة على وجهه واعتصر باقي الحلاوة في قبضة يده الاخرى 


وتركها تسقط على الارض ثم نفض جلبابه بعنف و رمقني بنظرة مشتعلة وخطا خطوات سريعه مبتعدا عن الدار


اسرعت بغلق الشباك وانا ازمجر بشتائم عديدة وشعرت بجفاف في حلقي اتجهت نحو الزير وتجرعت كوب من المياه 


جلست على الارض وقمت بسحب ذيل جلبابي  تحت قدمي ودفنت وجهي بين كفين كاني اهرب من شيء ما 


تذكرت عندما نثر العم منصور خيط حنانه وهو يقدم لي قطعه حلاوه حتى يقنعني بالعيش معهم


 بنفس الصوره يتقرر الموقف ولكن البطل جديد وفي زمن جديد وتحسرت على أيامي التي تدور في دائرة مفرغة


رفعت وجهي على أثر طنين الناموس من حولي  وفرقت بين يدي بعوضة وسمعت طرق علي الباب 


 اتجهت نحو الباب بخطوات مرتبكه خوفا من عودة سالم ووقفت خلفه وقلت


مين مين اللي بيخبط


جاني صوت ستات المزعج 


يعني هيكون مين يا خي افتحي يا بنت الباب


فتحت  الباب وكان ستيته بجوارها عم منصور يحمل سره كبيرة


اسرعت ستيتة نحو الزير وصبت في جوفها كوب من الماء ثم دخلت الحجره ونزعت الجلباب الاسود وجلست على السرير


مدت ساقيها ثم مدت يدها في صدرها واخرجت من بين طيات نهديها لبانه وابتلعتها وقالت وهي تفرقعها


يا ساتر على الحر دي الدار جنة صدق اللي قال من خرج من داره اتقل مقداره


وطلبت مني اناسخن لها ماء تغسل قدميها 


وأشعلت الوابور وأنا أنأمل  الصره التي وضعها العم منصوره فوق الكنبه وقلت له بلهفه


هو ايه اللي في االصرة  دي يا عم منصور


نظرك لي ستيتة وقالت من بين اللبانة التي تطوحها في فمها


دي هدوم فرحك على  الله بس يطمر فيكي


نظرت لها نظرة غاضبة وقلت لها


ولزمته ايه الكلمه دي  بقى


قال لي العم منصور والإرهاق يخرجه من دائرة وعيه


خدي لفه السمك من الصرة وجهزي العشاء ثم نظره لستيته وأعطاها  بعض الاوامر وكالعادة ترد لي له هذه الأوامر بلا طاعة




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-