أخر الاخبار

الجزء الثالث من روايه فلاحه احتلت قلب المغرور بقلم هبه شراره

الجزء الثالث من روايه فلاحه احتلت قلب المغرور بقلم هبه شراره

 

الجزء الثالث من روايه فلاحه احتلت قلب المغرور بقلم هبه شرارة

انصدمت من هول المفاجاه وانا استمع  لخرافة  الدلاله  نكست راسي وانا اتحسر على عقل هذه المراه التي تركته غذاء للخرافه ويا ليت بدعتها تنقذها من عقرها فما زالت احشاءها خاليه من اي حركه كأن الله يعاقبها على الاعتقاد في الباطل


تمهيد الطريق له الى قلبها متجاهلة قدره الخالق سبحانه وتعالى سقطت مني دميتي التي اشتراها لي عمي منصور من المولد هنا انتبهت ستيته لوجودي ضربت على صدرها وهتفت


انت ايه اللي جابك دلوقتي يا مكسوفه الرقبه


تقدمت نحوي بموجه من الغضب وانتزعت من بين يدي دميتي وبكل وحشيتها البربريه مزقتها اربا اربا وهي تقول


علشان تعرفي تتصنتي كويس


انتفضت من الخوف ومدت يدها وقبضت على مؤخره راسي وانهالت الضربات فوق جسدي وركلتني  بقدمها وهي تطلق من جوفها صرخات غضب جذبتها الدلاله من يدها تهدئ من ثوره غضبها وبالكاد استطاعت تفريغ كلامها المهدئ فوق لهب عواصف ستيته المتاججة


هدي نفسك يا ستيته دي عيله


عيله دي كل ما اشوفها بيركبني ميت عفريت


جلست على الارض اجمع اشلاء دميتي وانا بالكاد التقط انفاسي المتلاحقه من كثره شلالات الدموع التي تنهمر من عيني رغم انها دميه بسيطه لا تساوي شيء الى انها اول دميه امتلكها في حياتي وبعد قليل انضمت الى تلك الجلسه الشيطانيه فتاه حافيه القدمين ذات وجه عابس تدعى امينه اقبلت الفتاه وهي تهتز في مشيتها


ايوه يا خاله سقساقه بعثت لي في ايه


همست الدلاله في اذن الفتاه وانهت سرها بكلمات


بت يا امينه ما تفوتيش ولا دار وليك الحلاوه


نادتني ستيته وانا مشغوله بالبكاء على اطلاء عروستي


انت يا اللي تنشك في قلبك قومي واعملي اللي هتقول لك عليه امينه


نهضت على الفور رغم معاناتي من الالم الى انني خشيت هذه العجوز وقوتها الغاضبه التي تجعل مني عبد يلتزم لاوامرها والتي لو اسقطت على لوحه فارغه لملاتها برتوش مفزعه



خرجت مع امينه وعندما احتوتني شوارع الكفر شعرت براحه اكثر استأنست بصحبه تلك الفتاه وانا اجمع فتات الخبز من كل دار وعلى اطراف احد الشوارع الضيقه توقفت امينه وهي تنادي


امه امه


من خلف باب من الصفيح ظهرت عجوز مقوس تستند على عكاز وترتدي جلباب لا تستطيع تحديد لونه من كثره الرقع التي تتخلل ثوبها  استنشقت هواء ممزوج بعفنه على اثر خروجها كانها عاشت سنين بدون ان يمس جسدها ماء تحدثت بفم خالي من الاسنان


خير يا امينه في ايه


افتحي حجرك يامه


فتحت العجوز جلبابها ودست فيه امينه نصف فتات الخبز التي قمنا بجمعه وبغضب شديد تحدثت الى الفتىاة عما صدرمنها وانا انعتها بالفاظ التانيب واتهمتها بالسرقه


وبتهكم وسخريه نظرت لي وشرحت ابعاد جريمتها فهي فتاه من نتاج الشقاء وانياب الفقر الذي يلازمها كركن هام من اركان حياتها لا تمتلك من الدنيا غير هذا الكوخ وليس لها اهل غير هذه السيده العجوز محدوده الحركة ووسط امواج هذه الظروف لمست هذا الطريق لتوفير قوت يومها فلا يوجد امامها غير هذا السبيل لتشكي اليه همها


نكست راسي وحمدت ربي على ما اعيش فيه برغم مراره الايام التي اعيشها الى انها لم تقذف بي في احضان الجريمه عادت معي الى الدار تاركه خلفها تلك العجوز المقوس وهي تتثائب وتفرش جوال امام الكوخ لتغط في نوم عميق رغم ما يحوم حولها من الذباب


ومنذ هذا اليوم وانا أصادق امينه كنت استند عليها عندما تواجهني الهموم فكانت تدافع عني وتتلقى بدلا مني ضربات ستيته  واحيانا كانت تحاول اقحامي في احد جرائمها 



ذات يوم ونحن نمر امام كشك عمي نبيل الذي يبيع فيه فاكهه عطبة اختطفت بعد حبات البرتقال وحاولت ان تقذف في جوف الطعام الحرام وبكل معاني الانسانيه التي تستوطن اعماقي رفضت ان اضعه في فمي وردت علي باجابه بلهاء


انت حره ما لكيش في الطيب نصيب اللي ياكل على درسه ينفع نفسه


كنت اسال نفسي لماذا اصادقها

يرد علي مكان خفيف في اعماقي باجابه لا افهم معناها كان الوقت يمره بسرعه وانا بصحبتها نجلس معا في احضان الغيطان وتحت شجر التوت ونتسلق شجر السنط لنرى صغار العصافير في اعشاشها


كانت تملا القريه مرح عندما تقف باقدامها العاريه وتبيد تحتها كل الوان الحزن وبين الشوارع الضيقه اجدها تتجول تقضي احتياجات بعض الاهالي التي تسمح لهم الحياه بقليل من الثراء 


كانت تدور في قالب الحياه بسعاده بالغه وعندما تخلو الى نفسها ينتابها موجه من الكابه وينتفض ضميرها الطفولي من غفوته ويثور على افعالها ويتجسد امامها في صوره شبح يقلق منامها 


كانت تعبر عن قهر الحياه لها في قهر من هم اضعف منها

اجدها تجري وراء عطوة المخبول وتقذفه بالطوب كانها تنتقم من قسوه الحياه في هذا المسكين الضعيف ورغم عدم اهتمامها بتوفير قيمه واحده صادقه بداخلها


مارست الكذب والنفاق ووصلت الى حد خدش طفولتها وبيعها لوحوش الكفر الى ان هذه الفتاه سكنت في مكان عميق بداخلي فكنت اتعامل معها من وقع تعاملها معي لا اهتم بالاقاويل التي تتردد عنها وبالطبع حبي لها دفعني لنصحها وكانت ترد كلامي عرض الحائط كاني لم اقل شيئا 


ومرت الايام وانا اصنع من حياتي دائره مفرغه من الشقاء تعري قدمي وانفرجت اصابعه فلم يعد هناك حذاء يحميه من قسوه الحجاره وحلقت شعري حتى ارحم راسي من لدغ القمل وتورم جسدي من كثره ضربات غراب الدار



تورمت راسي من كثره ما احمله من احمال ثقيله من ملابس وحلل اغسلها في الترعه فلم ارتدي يوما جلباب جديد كل ملابسي لم تخلو من الثقوب وراحه امواج الحياه تتلاعب بي في بحر بلا شواطئ احاول ان اتعلق بقشه ملتمسه منها الشجاعه


وابشع ذكرى حملتها بين طيات عقلي هو عوضين جارنا في الغيط رغم انه تعدى من العمر الثلاثين عاما الا انه لا يكف عن مغازله فتاه لا تتعدى الثانيه عشره في سن ابنائه


كان ينظر لجسدي وهو علي أعتاب الانوثه بعين تملأها الشهوه كان ينظر لي من تحت الى فوق كانه ينظر الى طبق طعام تسيل على أثره لعابه ولا ادري ما سر سيلان شهوته خلف جسد اكلته الالام


كان يتابعني الى ان انتهز فرصه ابتعادي عن عيون الناس واسرع خلفي ووسط عيدان الذره انهال على وجهي بقبلاته مقززه .صرخت ولكنه كتم صرختي بفمه القاذف بالشهوه


حاولت الهرب ولكنه جذبني من ثوبي في عنف شقه نصفين ليكشف عن جسدي تراقص جسده في اهتزاز هستيري معبرا عن نشوته وانقض على نهدى الصغير دفعته بيدي ولكن جسده الضخم طوحهما بعيدا عني التمست منه الرجاء ان يعفي جسدي من هذه المهمه القذره وان يترك شرفي سندي الوحيد في دنيا سلبتني كل شيء تركني وقال لي


يا عبيطه ده انا كنت بلعب معاكي


اندفع يعدو كالمجنون وسط عيدان الذره وترك جسدي ثائرعلى الوان البطش الذي تعرض لها من قبل هذا الوحش البربري 

عدت الى الدار والدموع تنهمر من عيني بشده بكيت كثيرا وكثيرا فلم اعد قادره على فعل شيء غير البكاء فهو اسهل طريقه لافجر من خلاله ثورتي على مصائب الحياه


وفي الدار استقبلني عمي منصور بدهشه على وجهه وهو يسالني عن سبب قطع جلبابي شعرت بالارتباك وعندما وجدت مخرج من الاجابه قلت له ان احد الصبيه قطع لي هندامي عندما ضربته لانه يلقي بالحصى في الارض قطع علي حديثي وطلب مني ان اجهز نفسي لانه سيصطحبني معه في الصباح لزياره اسرتي 


بدت على وجهي علامات الدهشه والسعاده من القرارالمفاجئ الذي اتخذه عم منصور فمنذ ان هبطت قدمي على هذا المكان لم اعد ارى اسرتي اسرعت بالقاء نفسي بين احضانه وانا اقبله واشكره على هذه المبادره


قضيت ليلتي وأنا أتمني ان تشرق الشمس ويحملني الهواء مع نسماته الى المكان الذي اشتقت للقائه وعلى الرغم من سعادتي الى ان هناك سؤال دار بخاطري لماذا هم ذلك العجوز بزياره اهلي هل يا ترى انه التمس في عيوني الحنين والشوق لاهلي ام ان هناك امر اخر جزبت غطاء سرير المهلهل على جسدي الضعيف لاغط في نوم عميق لانهي به هذا اليوم بسرعه لكي يبدا معه يوم جديد اشتقت اليه طوال ثلاثه سنين
















تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-